الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

صلاح الإسلام لكل زمان ومكان - مختصر -



ما الدليلُ على أنّ الشريعةَ الإسلاميةَ صالحةٌ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ ؟


السائلُ لا يخلو من حالَيْن:
 إما أنْ يكونَ مسلماً أو غيرَ مسلمٍ ،
فإن كان مسلماً نتحاكمُ وإيّاه إلى القرآنِ الكريمِ والسُّنّةِ النَّبويّةِ ؛ لقولِ اللهِ تعالى :
{فإنْ تَنازَعْتُمْ في شَيء فَرُدُّوهُ إلى اللهِ والرَّسُولِ إنْ كُنتُمْ تُؤمِنُونَ باللهِ واليَومِ الآخِرِ ).
أما إنْ كان مِن غيرِ المسلمينَ فسيكونُ النقاشُ معه حولَ إثباتِ صحةِ دينِ الإسلام ، ولهذا الأمرِ سياقٌ آخَر .

١- بُعث محمدٌ  ﷺ للناسِ كافةً والدليلُ قولُ اللهِ تعالى :
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً }.
وقوله : ( تَبَارَكَ الَّذِي نـزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً)
ومن السنة النبوية:
{ أُعطِيتُ خَمْساً لم يُعْطَهُنَّ أحدٌ مِنَ الأنبياءِ قَبْلي  - وذكر منها - وكانَ النبيُّ يُبعثُ إِلَى قَوْمِهِ خاصَةً وَبُعثتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً }.
أخرجاه في الصحيحين .

إذاً .. رسالتُه لم تُخَص بزمانٍ دونَ زمانٍ ، ولا بمكانٍ دونَ مكان.

٢- النبيُّ ﷺ خاتمُ النبيِّينَ ، والدليلُ قول الله تعالى:
(مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا).
فإذا تقرَّرَ لديك أنَّ خاتمَ النبيّين بُعثَ للناسِ كافةً ، فذلك يقتضي حفظَ رسالتِه :
قال الله تعالى:
( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )

٣-  خَتْمُ الرسالةِ به وشُمُولُ دعوتِه وحفظُها يقتضي أنْ تكونَ ضمنَ دائرةِ المخاطَبِينَ بالأوامرِ والنواهي ، ومِنْ تلكَ الأوامرِ قوله تعالى :
( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )

وعند تحكيمِ القرآنِ نَجِدُ قولَه تعالى:
( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ).

[فالخلقُ: يتضمَّنُ أحكامَه الكَونيَّةَ القَدَريّةَ ، والأمرُ: يتضمَّنُ أحكامَه الدِّينيّةَ الشرعيةَ ، وثم أحكامَ الجزاءِ، وذلك يكونُ في دارِ البَقاء ]¹
و [ الإنسانُ صَنْعَةُ اللهِ ، وَهَبَه الوجودَ ، ومنَحَه أسبابَ الحياةِ ، وجعلَه خليفةً في الأرضِ ، ولابدَّ للصَّنْعةِ أنْ تسيرَ وفقَ إرادةِ صانِعِها ، فهو أدرى بها ، وأعرفُ بما يُصْلِحُها ، وأعلمُ بما هو مِن خصائصِها ]²
 وتلكَ هي الحريّةُ الحقّةُ ، إذِ الإنسانُ لا يتْبَعُ إلا أوامرَ خالقِه التي فيها مصلحتُه ، مجتنباً هواهُ وقصورَ علمِه أو ما كان مثلَ ذلك في غيرِه  .

وقال تعالى:
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)
وكمالُ الدِّينِ يعني شُمُولَه لجميعِ جوانبِ الحياةِ.

٤- الإشكالُ الذي دائماً يقعُ فيه المنكِرونَ لصلاحِ الشريعةِ الإسلاميةِ اختزالُها فقط في الحدودِ الشرعيةِ بينما هي ما شرَعَهُ اللهُ لعبادِه مِنَ العقائدِ والعباداتِ والأخلاقِ والمعاملاتِ ونُظُمِ الحياةِ ، والحدودُ جزءٌ مِنْ أجزائها - سنفرِدُ له موضوعاً مستقلاً  بإذن الله -

٥- من مقوّمات النهضة المادية للمجتمع : العلمُ والطبُّ والصناعةُ والقوة العسكرية
فهلِ الشريعةُ الإسلاميةُ مناقِضةٌ لما سبق ؟
إذا كان الجوابُ بـ"نعم"

فالمجيبُ أجهلُ الناسِ بالإسلامِ وبتاريخِ الحضارةِ الإسلاميةِ:
1-  http://cutt.us/y8kcT
2- http://www.alukah.net/culture/0/68230/
للمزيد حمّل هذا الكتاب:
http://waqfeya.com/book.php?bid=9052
أما شهادةُ غيرِ المسلمينَ فأنقلُ إليكَ كلامَ مؤلفِ "موسوعةِ قصة الحضارة" المؤرخ الأمريكي /ول ديورانت
http://cutt.us/JvP1
وللمزيد من شهاداتِ غيرِ المسلمينَ راجع الكتب التالية:
-حضارةُ العربِ للمؤرخ الفرنسي/غوستاف لوبون
-شمسُ العربِ تسطَعُ على الغربِ للمستشرقة الألمانية/زيغريد هونكه

٦- نظرةٌ سريعةٌ على مزايا الدِّينِ الإسلامي :
أ/ الاعترافُ بالكائنِ البشريِّ كما هو - بنوازِعِه ومُيولِه الفطريّة - ولكنه يهذّبُها ويَضَعُ لها الحدودَ في الدائرةِ التي تُحقَّقُ بها مصالحُ المجتمعِ ومصالحُ الفردِ ذاتِه.

ب/ المنظومةُ المعرفيّةُ في الإسلامِ هي العاصمةُ له مِنَ الزَّيْغِ والضلالِ ؛لأنها المنظومةُ المعرفيّةُ الوحيدةُ التي تَجْمَعُ كافةَ المصادر ، فلا يَخْتَزِلِ المعرفةَ في جانبٍ معيّنٍ مِن جوانِبِها.

ج/ الإسلامُ يقومُ على العدلِ ، ويحافظُ على جميعِ الحقوقِ: فيحفَظُ حقوقَ الناسِ بل والحيواناتِ والجماداتِ ، لذلك في الفَتَراتِ
التي يَسُودُ فيها المسلمونَ ويُطَبِّقونَ الإسلامَ على حقيقتِه تعيشُ الأرضُ جميعاً في سلامٍ ورَخاء.

للمزيد حول خصائص الإسلام :
http://cutt.us/8PgjC
_____
1- تفسير ابن سعدي - رحمه الله -
2- موسوعة بيان الإسلام
_____

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق