السبت، 2 فبراير 2019

المعجزات والعقل الصريح !

  • الكاتب
    المُهَنَّد
  • تاريخ النشر
    فبراير 02, 2019
  • الأقسام


اعلم أنّ كلَّ من ينكر المعجزات كانشقاق القمر ، والمعراج إلى السماء السابعة ، أو غير ذلك ، أو ينكر الكرامات كشرب ابن الوليد السم ، وعدم احتراق الخولاني حين أُلقي في النار وإلى غير ذلك ، محتجاً بالعقل على انتفائها وعدم حصولها = ليس له من العقل إلا اسمه ؛ لأن العقل كما دل بالضرورة على وجود خالق لنواميس الكون وقوانينه ، يدل أيضاً على قدرته في خرق ما خلق تأيداً لنبيه أو إكراماً له ولأتباعه ، وما حاله إلا كحال من حُدِّث عن الطائرات وكيف أنها تحلّق في السماء ساعات طوال ، محملة بالبضائع والبشر ، فأنكرها ؛ لأنه لما لم يسبق له رؤيتها ، ووجد عقله قاصراً عن إدراكها = ظن كذب ما حُدِّث به ! 

فإذا كان هذا جاهلاً باتفاق الناس ذكيهم وغبيهم ، كذلك من ينكر المعجزات ؛ لأن الكلَّ احتكم إلى جهله وخبرته الحسية ! 

فالمعجزة هي فعلٌ لمن [خَلَق] هذا الذي وقعت على يديه المعجزة - أعني النبي أو الولي - و[خَلَقَ] نواميس الكون ، والعقل إذا اقرَّ بهذين لزمه أن يحكم بإمكان المعجزات ، نعم .. ليس كل ما أدرك العقل إمكانه يكون بالفعل قد وُجد ، لكن ليس هذا ما أريد - أعني إثبات وجودها - وإنما المقصود بيان أن النافي لوجودها ليس له مستند عقلي  . 

فإذا أقر بأن العقل بمجرده لا يثبت وجودها ولا ينفيه = لم يصح نفيه لها إلا  بعد علمه بالواقع ، والعلم به - في هذه الحال - متوقف على الحس أو الخبر ، وحينئذ لكي ينكرها يجب ألا يغيب عنه حال كل شخصٍ بعينه وما يجري له ، وهذا مستحيل قطعاً ، وإما أن يأتينا بخبر من لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات والأرض ، وأنّى له ذلك ! 

فثبت إذن أنّ من (ينفي) وجود المعجزات ليس معه حجة عقلية أو حسية أو خبرية ، وحقيقة ما يحتجون به على نفي وجودها هو عدم رؤيتهم لها ، وكأن أبصارهم أحاطت بجميع المبصرَات !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق