الأربعاء، 15 مايو 2019

﴿ قالوا لَن نُؤمِنَ حَتّى نُؤتى مِثلَ ما أوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ ﴾



المنكر للرسالات إما أن يثبت اليوم الآخر - يوم الحساب والجزاء - وإما أن ينفيه ، والأول باطل لأمور عدّة أشرت إلى واحدٍ منها في هذه :

فتعين الثاني - أعني : ثبوت يوم الحساب والجزاء - ، والناس إنما يمتاز بعضهم عن بعض في ذلك اليوم على ضوء معتقداتهم وأعمالهم في هذه الدنيا ، والربوبي المقر بذلك اليوم إما أن يدّعي أن الكل على حقٍ ، ولازم هذا الجمع بين النقيضين ! وإما أن يعلّق السعادةَ الأخروية على معتقداتٍ وأعمالٍ توصّل إليها بنفسه دون حاجته إلى وحي ، وما توصل إليه - بلا شك - سيكون مخالفاً لكثيرٍ من معتقدات وأعمال من يريدون النجاة في الآخرة ، وبالتالي إما أن يدعَ الناس ولا يرشدهم إلى الحق الذي يزعمه ، وإما أن يدعوهم إليه لتحصل لهم سعادة الدنيا والآخرة ، فباختياره للثاني يفسر لنا نبذه الرسل وراء ظهره ؛ وذلك ليحل محلّهم ، ويقوم بعملهم !! 

إذن : فمشكلة الربوبي - المقر باليوم الآخر - الحقيقية أنه قد جعل نفسه في مقام الرسل ، وانتحل وظيفتهم ، وهو مع هذا الوضوح لم يصرح كما صرح أسلافه :

﴿ قالوا لَن نُؤمِنَ حَتّى نُؤتى مِثلَ ما أوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَهُ سَيُصيبُ الَّذينَ أَجرَموا صَغارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذابٌ شَديدٌ بِما كانوا يَمكُرونَ﴾ [الأنعام: ١٢٤]

وتفسيرها كما في المختصر : 
" قالوا: لن نؤمن حتى يعطينا الله مثل ما أعطى الأنبياء من النبوة والرسالة، فردَّ الله عليهم بأنه أعلم بمن هو صالح للرسالة والقيام بأعبائها، فيختصه بالنبوة والرسالة. سينال هؤلاء الطغاة ذلٌّ وإهانةٌ لتكبُّرهم عن الحق، وعذاب شديد بسبب مكرهم. " اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق